Abderrahmane Kouni

الأستاذ عبد الرحمان كوني
(استاذ تعليم متوسط)
الاستاذ عبد الرحمان كوني
الاستاذ كوني عبدالرحمان بن حميدة المعروف بصالح المولود خلال 1958 بعين صالح. توفي صغيرا تاركا فراغا كبيرا في نفوس تلامذته وزملائه من الاساتذة والمعلمين والاداريين التربويين وكل من عرفه ، الاستاذ عبد الرحمان احب العلم وكافح من اجل تلقيه . دخل المدرسة القرانية كبقية اقرانه وتعلم على يد الطالب عبد الصادق رحمه الله في البركة كونه من اقارب المرحوم ثم دخل المدرسة القرآنية بحي الجديد ودرس على يد الشيخ محمد الزاوي رحمة الله عليه . اما المدرسة النظامية فمدرسة الوسط عبد الحميد بن باديس حاليا اكمل بها المرحلة الابتدائية . وفي سنة 1972م ذهب الى مدينة ادرار ليدرس بها مرحلة المتوسط وكان ذالك بمعهد التعليم الاصلي والشئون الدينية.
كان رحمة الله عليه يعاني مرضا مزمنا اثر فيه تاثيرا بالغا، عانا منه كثيرا ورغم معاناته لم يثنيه المرض والام المستمر من التفوق في دراسته . ولما كان هو في الثانية متوسط ، التحقت بالمعهد وتشرفت بصحبته ومجموعة من الزملاء من عين صالح كنا نشكل اسرة متعاطفة ومتازرة نعطف على الصغير ونحترم الكبير سلوكا تعلمنا ممن سبقونا الى المعهد .كان اخينا عبد الرحمان رحمة الله عليه طيب الى درجة لاتتصورها محبوب لدى الجميع لابتسامته التي لا تغدر محياه التي كان يخفي وراءها الام شديدة ، كان ضعيف البنية يظهر عليه الضعف والنحافة وقلة الحركة . وكان مدير المعهد في يوم العطلة الاسبوعية يأخذ التلاميذ للعمل في البناء من اجل توفير المراقد والاقسام للتلاميذ القادمين في العام المقبل وكان دائما يعفي اقسام السنة الاولى من المشاركة في العمل كان اخينا عبد الرحمان يختفي بيننا نحن تلاميذ السنة الاولى كي يعفى من العمل ليس هروبا من العمل وانما لشدة معاناته ، وخوفا من دخول المراقب للمرقد ويجده بيننا كان ينام وينزع المخدة من تحت راسه ويتغطى ويسالنا من تحت الغطاء قائلا (راني نبان )
فنجيبه بلا والا غير الوضيعية او غير حتى السرير. واصل دراسته بالمعهد متحصلا على شهادة الاهلية
وفي سنة 1976م ذهب الى تمنراست للتعليم الثانوي وكا ن في اول دفعة تفتح بها الثانوية ثانوية الشيخ امود قسم اداب واصل تعليمه الثانوي في ظروف صعبة حيث اول مرة عرفنا ما هي الحمية وما معناها ورأينا من يتتبع الحمية والعلاج ضد ضعف القلب . ويتناول الادوية والعلاج المستمر ، الاستاذ عبد الرحمان رحمه الله رغم معاناته كان ينافس النجباء ويقبل التحدي في يوم من ايام الامتحان اتفق بعض اصحابه المقربين من بينهم لمغربي محمد صاحب الفكرة المتواجد حاليا بايليزي اتفقوا على ان لايراجعوا مادة الادب العربي عشية الامتحان والذي يحصل عل نقطة اقل من 16 يعاقب . وفعلا حصل ذالك . وفاز الجميع بالتحدي . وفي عام 1979م انتقل الاستاذ الى الحراش بالعاصمة.ليتكون استاذ تعليم متوسط تخرج وتوظف وكان اول تعيبن له بالمتوسطة العتيقة بتمنراست وذالك ف 1980/1981 وفي نفس العام عملت معه في متوسطة بن باديس بتمنراست كاستاذ مستخلف . وكان الاستاذ رحمه الله جاد ومكافح وصابر على ما ابتلاه به الله يقدم درسه على اكمل وجه شاعرا بمسؤولته يقدم كل ماعنده لتلامذته رغم معاناته
وفي عام 1982م انتقل الى عين صالح والى متوسطة المغيلي وعين بملحقتها بايقسطن عمل مع زملائه الذين تخرج معهم امثال الاستاذ مباركي مبارك بعلال احمد وقد كلف الاستاذ يتدريس عدة مواد كان جادا مخلصا يحضر عدة مذكرات وفي مواد مختلفة رغم معاناته . وفي يوم من الايام اشتد به المرض وتوجه الى فرنسا واجريت له عملية دقيقة وهي زرع صمام القلب وعاد الى الوطن والى عمله واستمر في عمله
BBC كان محب للغة العربية وقواعدها وتذوق فنونها حيث كان يراسل قناة الـ
البريطانية بلندن وتأ ثر بموذعيها امثال عاطف عبد الجواد وغيرهم
الاستاذ رحمه الله كانت له محاضرات في رمضان كبقية تلاميذ شيخ الزوي رحمه الله . وقبل وفاته حضر درسا ليلقيه كعادته ولكن شاء الله ان يرحل وترك البحث عند رفيقه الاستاذ عبد القار زايد احد زملائه المقربين الذي قام بدوره في تقديم هذا الدرس وتوسع فيه لانه كان مختصرا وكان بعنوان الاستقامة
وهو كذالك حتى اشتد به المرض وراى انه اصبح غير قادر على الوقوف طويلا امام تلاميذه وشعر بعدم قدرته على اعطائهم حقهم اخبر اخاه الاكبر بانه ينوي الذهاب الى المديرية بتمنراست يطلب منهم الاعفاء من القسم والقيام بعمل اخف يناسب قدرته ، وذهب الى تمنراست ودخل المستشفى وتوفي بها
في 10/جانفي/1988م وبعد 3 شهور من وفاته جاء الى الحياة نجله ياسين كوني الذي لم يره ولا الإبن رأى اباه ، جعله الله خير خلف لخير سلف . رحم الله
الاستاذ عبد الرحمان واسكنه الفردوس صحبة الانبياء والمرسلين ، وجعل الله معاناته كفارة لذنوبه وتطهيرا لسيئاته ، دعواتكم له بالرحمة والمغفرة وان يبدل
داره بدار خيرا منها واهلا خير من اهله وان يجمعه بابنه في جنة النعيم
بقلم الأستاذ / ع. عبيد الله
Updated : 29/08/2022